جلنار

حلمت طوال عمرها بالحريه..ولكن لم تكن تعي معناها.
كثيرا ما كانت تختلط وتتلابس عليها الامور وهي لا تدري ما تفعل؛انها فتاة في العقد الثاني من عمرها وحيدة في عائلتها عاشت طوال سنين حياتها
في دلال لا يدانيه دلال ,ولدت وفي فمها ملعقة من ذهب لا احد يأمرها ولا ينهيها فقط تفعل ما يشور به عقلها.
ذات يوم وبينما هي جالسة في فناء حديقة المنزل اذ برجل عجوز يتوكأ عصاه وامام هذا الرجل وعلي بضع سنتمترات ضخره ليست بالصغيرة والرجل مستمر في مسيره
رأت جلنار المشهد وهرعت بسرعة وامسكت بالرجل ؛وقتها ادرك الرجل انه كان امامه خطر ,فردد بصوت هاوي جزيت خيرا يا ابنتي اللهم ارزقها حبك وحب من يحبك
وحب كل عمل فيه حبك,هذه الكلمات بعثت في نفسها السكينه والامل ..نفسها التي تعطشطت كثيرا لسماع مثل هذا الكلام ولربما حل الموعد لترتوي من نبعه.
-يا عماه اين تقصد؟
-اود زيارة ابني وعندما نطق بها انهمرت الدموع من عينيه وصار يبكي
-ماذا هناك يا عمي ااصابه مكروه؟
-كلا..كلا ياابنتي
-واين يسكن؟
-قيل هنا..
-ولكن كيف ستصل اليه وانت...
-اعلم يا ابنتي اعيش في ظلمات ولكن قلبي ملئ بنور منه سبحانه
-قل لي ما اسمه لعلي اعرفه
-يدعي محمد..محمد احمد مصطفي
-من ؟انه والدي..اذا..ايعقل ..جدي ربما..تفضل ربما تكون والده
-انت ابنته تعالي الي كم تمنيت ان اراك. كيف حاله وماذا فعل الزمن به؟؟
-انه علي احسن حال,تعال الي الداخل
-هل هو موجود اريد ان القاه
-لا ياجدي ولكن اين كنت طيلة الايام السابقه؟لطالما سألت والدي عنك
-وبماذا كان يجيب؟
-كان يقول اشياء غريبه لاافهم سوي القليل منها وحتي الذي افهمه كان بعيدا عن التصور
-كنت في بلاد بعيده ياصغيرتي بعيده جدا
-انه والدي ياجدي قد اتي
-ابي انظر انه جدي
-ترجل الاب من السيارة ومشى بخطي ثابته نحو والده..والده الذي قسي عليه سنين.ثلاثون عاما خلت والابن لا يعرف عنه شئ لمجرد اوهام تعتري الضعاف من الشباب
لقد تبدل حالك يا ابي. ان التجاعيد اخفت كل تعابير وجهك وحتي النظره الحانيه التي لم تفارقني لحظة منذ ان فارقتك...اه ه اخذ الاب نفسا عميقا وهو لا زال يحدث نفسه
كنت متأكدا انه سيأتي يوما والقاك فيه يا ابي
-ابي انه جدي الا تراه؟؟
-بني انا ابوك يا محمد ابوك الذي فقد نظره في سبيل ان يراك.. فقدت كل شي ...كل شي يامحمد
-ابيييييييييييييي.... تعانق الاب وابنه في جو عمه الصمت المهيب.نظر الابن لابيه وقد بللت الدموع وجهه ونطق في صمت اختنقت عباراته قبل ان تخرج. ولكن والده
قاطعه قائلا لا تقل شئا لقد فهمت مرادك واحمد الله اني علي قيد الحياة وانك بخير
-انه منزلي تفضل يا ابي
-لكم تمنيت ان اراك سعيدا بين عائلتك
-ابي.......انا...........
[ونواصل]